×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فأخبر أنه كلما ألقي في النار فوج أقروا بأنهم جاءهم النذير فكذَّبوه، فدل ذلك على أنه لا يلقى فيها فوج إلاَّ من كذب النذير .

وقال تعالى في خطابه لإبليس: ﴿لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ أَجۡمَعِينَ [ص: 85]. فأخبر أنه يملؤها بإبليس ومن اتبعه؛ فإذا ملئت بهم لم يدخلها غيرهم.

****

 ﴿قَالُواْ بَلَىٰ قَدۡ جَآءَنَا نَذِيرٞ فَكَذَّبۡنَا وَقُلۡنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ ٩ وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ١٠ [الملك: 9- 10]، اعترفوا أنهم لا يسمعون ولا يعقلون من الرسل، أنهم صموا آذانهم، وأغلقوا عقولهم، ولم يلتفتوا إلى ما جاء به الرسل، فتكبروا عن ذلك: ﴿مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ [الملك: 10]، قال الله عز وجل: ﴿فَٱعۡتَرَفُواْ بِذَنۢبِهِمۡ [الملك: 11]؛ لأن الله لا يظلم أحدًا، لا يعذبه بدون ذنب، ﴿فَسُحۡقٗا [الملك: 11]؛ أي: بعدًا ﴿لِّأَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ [الملك: 11].

هؤلاء أولياء إبليس، الذين يتبعون إبليس، ويكونون معه يوم القيامة في جهنم: ﴿لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ أَجۡمَعِينَ، فالنار دار إبليس ومن تبعه، والجنة دار المتقين، ودار الرسل وأتباعهم.

دخول خلود، قد يدخلها مِن أَتْباع الرسل أصحاب المعاصي والكبائر، لكنهم لا يخلدون فيها.


الشرح