بل جُمع له من
الفضائل والمعارف والأعمال الصالحة ما فرقه في غيره من الأنبياء، فكان ما فضله
الله به من الله بما أنزله إليه وأرسله إليه لا بتوسط بشرٍ .
وهذا
بخلاف الأولياء، فإن كل من بلغه رسالة محمدٍ صلى الله عليه وسلم لا يكون وليًّا
لله إلاَّ بإتباع محمدٍ صلى الله عليه وسلم،
****
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جمع الله له من الفضائل والعلوم والمعارف ما
فرقه في الأنبياء السابقين، فهذه الشريعة مشتملة على كل ما تحتاجه البشرية في كل
زمان ومكان؛ لأن الله شهد لها بالكمال، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ
دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ
دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3]، والكامل لا يحتاج إلى غيره، لا من السابق
ولا من اللاحق.
فالفضل الذي آتاه الله رسوله صلى الله عليه وسلم هو من الله، ليس بواسطة
بشر، فهذا رد على الذين يقولون: إن الأنبياء يستفيدون من خاتم الأولياء، ويحتاجون
إليهم؛ لأن خاتم الأولياء يأخذ عن الله مباشرة، تعالى الله عما يقولون!
لا يكون وليًّا لله بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلاَّ من اتبعه، ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [آل عمران: 31]، ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا﴾ [النساء: 80] ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ﴾ [المائدة: 92]، ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [آل عمران: 132]، ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحشر: 7].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد