ولهذا
لما ذكر المغفرة للتائبين قال تعالى: ﴿۞قُلۡ
يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن
رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ
ٱلرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]، فهنا عمم المغفرة وأطلقها، فإن الله
يغفر للعبد أي ذنبٍ تاب منه، فمن تاب من الشرك غفر الله له، ومن تاب من الكبائر
غفر الله له، وأي ذنبٍ تاب العبد منه غفر الله له.
ففي
آية التوبة عمم وأطلق، وفي تلك الآية خصص وعلق، فخص الشرك بأنه لا يغفره، وعلق ما
سواه على المشيئة، ومن الشرك التعطيل للخالق، وهذا يدل على فساد قول من يجزم
بالمغفرة لكل مذنبٍ .
ونبه
بالشرك على ما هو أعظم منه، كتعطيل الخالق،
****
ثم قال بعدها: ﴿وَأَنِيبُوٓاْ
إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ﴾ [الزمر: 54]، أمر بالتوبة؛
فهو يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب.
يغفر ما دون ذلك لمن يشاء، أما في آية التوبة، فلم يستثن، لم يقل: من تاب،
تاب الله عليه إن شاء.
هذا الرد على المرجئة، أشد من الشرك الجحود والتعطيل، الذين ينكرون الرب
سبحانه وتعالى.
يعني جحد الرب سبحانه وتعالى، والقول بأن الأمر معلق بالدهر أو بالطبيعة، وليس هناك خالق - تعالى الله عما يقولون - وهم الدهرية والملاحدة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد