فقوله:
«فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» ([1])، أي: سلك غيرها
ظانًّا أن غيرها خير منها، فمن كان كذلك فهو بريءٌ من الله ورسوله، قال تعالى: ﴿وَمَن
يَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَٰهِۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ﴾ [البقرة: 130] بل
يجب على كل مسلم أن يعتقد أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله
عليه وسلم؛ كما ثبت عنه في الصحيح: «أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ بِذَلِكَ، كُلَّ
يَوْمِ جُمُعَةٍ» ([2]).
****
لا خير من سنة الرسول صلى الله
عليه وسلم، فالذي يرى أنه يأتي بعبادة أفضل من عبادة الرسول، هذا ضال - والعياذ
بالله -، قد تبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم منه، وهذا فيه رد على أهل البدع
عمومًا، الذين يتركون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويأتون بعبادات من عندهم ما
أنزل الله بها من سلطان؛ أن الرسول بريء منهم، وفي الحديث الآخر: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([3])، والحديث الآخر: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ
الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ» ([4])، والحديث الآخر:
«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ
الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ
الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([5]).
سنة الرسول صلى الله عليه وسلم هي ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم، والله عز وجل قال: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ﴾، هل أحد يرغب عن ملة إبراهيم إلاَّ السفهاء
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5063)، ومسلم رقم (1401).
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد