فكان
أبو بكر رضي الله عنه أكمل موافقة لله وللنبي صلى الله عليه وسلم من عمر، وعمر رضي
الله عنه رجع عن ذلك وقال: فعملت لذلك أعمالاً([1]).
وكذلك
لما مات النبي صلى الله عليه وسلم أنكر عمر موته أولاً، فلما قال أبو بكر: إنه
مات، رجع عمر عن ذلك ([2]).
****
أبو بكر رضي الله عنه ما سمع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر، ومع هذا
قال عين الصواب قال: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوافق جواب الرسول وهو ما
سمعه.
يعني اعترف بخطئه، وعمل أعمالاً تمسح أو تكفِّر هذا الشيء.
هذا الموقف الثاني: لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر رضي الله عنه بِالسُّنْحِ «ناحية من المدينة فيها نخل له»، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم، هاج الناس، واضطربوا، وفيهم عمر يتوعدهم، ويقول: الرسول ما مات، وإنما ذهب إلى ربه؛ كما ذهب موسى بن عمران عليه السلام، وسيأتي، ويقتل أناسًا، ويقطع أيديهم وأرجلهم، ثم جاء أبو بكر رضي الله عنه، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجى، فكشف الغطاء عن وجهه، وعلم أنه قد مات، قبَّله وبكى، ثم خرج إلى الناس، وعمر رضي الله عنه يهددهم، ويخطب، قال: على رِسلك يا عمر، فنزل عمر من المنبر، وصعد أبو بكر رضي الله عنه، فقال: أيها الناس، من كان يعبد محمدًا، فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حيٌّ لا يموت، ثم تلا قوله عز وجل:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2731).
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد