وكذلك في قتال مانعي الزكاة،
قال عمر لأبي بكر: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ
إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ،
عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ، وَأَمْوَالَهُمْ إلاَّ بِحَقِّهَا؟» فَقَالَ لَهُ
أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَلَمْ يَقُلْ: إلاَّ بِحَقِّهَا؟ فَإِنَّ الزَّكَاةَ
مِنْ حَقِّهَا، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا. قَالَ
عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إلاَّ أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ
أَبِي بَكْرٍ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ الحَقُّ ([1]).
****
﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ
قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ
عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ﴾ [آل عمران: 144]، فعند ذلك علم عمر رضي الله عنه أن
الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات فأسقط بين يديه، وجثا على الأرض، لا يستطيع
القيام، لما تحقق أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات، هذا موقف أبي بكر رضي الله
عنه ما حصل منه أي تردد، بل ثبت ثبات الجبال على مصيبة ما نزل بالعالم مثلها، هذه
قوة الإيمان، وشجاعة أبي بكر رضي الله عنه، هذا مما يدل على أن أبا بكر رضي الله
عنه أفضل الأمة.
«فلما قال أبو بكر: إنه مات،
رجع عمر عن ذلك»، فعمر رضي الله عنه ولي من سادات الأولياء، ومع هذا أخطأ في هذا، فدلَّ
على أن الولي يخطئ، وليس معصومًا.
الموقف الثالث: الردة، لما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وارتد كثير من العرب ومنعوا الزكاة، صمم رضي الله عنه على قتالهم، فقال له عمر والصحابة: كيف تقاتلهم، وهم يشهدون أن لا إله إلاَّ الله، وأن محمدًا رسول
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7284)، ومسلم رقم (20).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد