ولهذا نظائر تبين تقدم أبي
بكر على عمر مع أن عمر رضي الله عنهم محدث، فإن مرتبة الصديق فوق مرتبة المحدث ؛
****
الله؟! والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إلاَّ
اللَّهُ، فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إلاَّ
بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ» وما انتبهوا لقول الرسول صلى الله
عليه وسلم: «إِلاَّ بِحَقِّهَا» -
فقال أبو بكر رضي الله عنه: «لَأُقَاتِلَنَّ
مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا
كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ
عَلَيْهَا»، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إِلاَّ بِحَقِّهَا»، وإن الزكاة من حق لا إله إلاَّ الله، والله
لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فلما رأوا تصميم أبي بكر، عرفوا أنه على الحق،
فوافقوه، وقاتلو المرتدين، وكانت النتيجة أن الله خذل المرتدين، وثبت الإسلام بعد
وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه مواقف أبي بكر رضي الله عنه التي لم يقفها
غيره، وهي مواقف في الشدة أشد ما يكون من الكرب، ومع هذا وقف، وثبت ثبات الجبال
رضي الله عنه حينما تضعضع غيره.
ولهذا قالوا: إن ما أحد يخطئ، ويستدل بدليل من القرآن والسنة إلاَّ
وفي ذلك الدليل ما يرد عليه، فأبو بكر رد عليهم بكلمة من هذا الدليل الذي معهم،
وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «إِلاَّ
بِحَقِّهَا».
فأبو بكر صِدِّيق، وعمر محدَّث، والصديق أفضل من المحدث، يتضح هذا من مواقف أبي بكر رضي الله عنه في هذه الشدائد العظيمة، التي تتهاوى لها الجبال الرواسي.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد