لأن
الصديق يتلقى عن الرسول المعصوم كل ما يقوله ويفعله، والمحدث يأخذ عن قلبه أشياء،
وقلبه ليس بمعصوم، فيحتاج أن يعرضه على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
ولهذا
كان عمر رضي الله عنه يشاور الصحابة رحمه الله ويناظرهم ويرجع إليهم في بعض الأمور،
وينازعونه في أشياء، فيحتج عليهم ويحتجون عليه بالكتاب والسنة،
****
هذا الفرق بين الصديق والمحدث؛ لأن
الصديق لا يأتي بشيء من عنده أبدًا، وإنما يتلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم كل
ما يقوله، أما المحدث، فقد يأخذ شيئًا مما يحدث به في نفسه، وهذا قد لا يكون
صوابًا، قد يكون خطأ.
ليس بمعصوم، قد يخطئ الإنسان، إذا اعتمد على غير الكتاب والسنة، قد يخطئ.
مع ما أعطاه الله من الإلهام والإدراك، ما كان يعتمد على رأيه، وإنما يشاور
الصحابة فيما يعرض من الأمور، ويجمعهم، يجمع المهاجرين، والأنصار ويعرض عليهم
المشكلة، ويأخذ آراءهم في هذا، ما قال: أنا الخليفة، وأنا محدث وملهم، وشهد لي
النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا وافقت القرآن في أشياء. لم يغتر بهذه الأمور، بل
كان يراجع.
ما يقول هذا، يشاورهم، ويستعرض آراءهم وتعرض على الكتاب والسنة، فيأخذ ما وافق الكتاب والسنة، سواء كان رأيه أو رأي غيره.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد