وقال
تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ
ٱلشَّيۡطَٰنُ كَمَآ أَخۡرَجَ أَبَوَيۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا
لِيُرِيَهُمَا سَوۡءَٰتِهِمَآۚ إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنۡ حَيۡثُ
لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ إِنَّا جَعَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ
٢٧وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ
أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ
عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٢٨﴾ [الأعراف: 27- 28] إلى قوله
عز وجل: ﴿إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُواْ ٱلشَّيَٰطِينَ
أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأعراف: 30] .
****
والوجه الثاني: ﴿يُخَوِّفُ
أَوۡلِيَآءَهُۥ﴾ يخوف ضعاف الإيمان من المنافقين، الذين هم أولياء
الشيطان، ﴿يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥفَلَا
تَخَافُوهُمۡ﴾، هذا نهي من الله سبحانه وتعالى أن يخاف أولياؤه أولياء
الشيطان، الله عز وجل قال: ﴿فَقَٰتِلُوٓاْ
أَوۡلِيَآءَ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 76]، ﴿يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥفَلَا
تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ﴾، ﴿وَخَافُونِ﴾ مخففة، أصلها:
خافوني. بالياء، حذفت الياء تخفيفا، ﴿وَخَافُونِ
إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾، فالمؤمن الحقيقي لا يخاف إلاَّ الله سبحانه وتعالى،
مهما هُدِّد، ومهما فعل، فإنه لا يخاف إلاَّ الله، قلبه معلَّق بالله عز وجل: ﴿وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ فالمؤمن لا يخاف
إلاَّ الله، ولا يخاف غير الله سبحانه وتعالى، فهذه الآيات فيها بيان صفات أولياء
الرحمن وأولياء الشيطان.
﴿جَعَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ﴾؛ سلط الله الشياطين على الذين لا يؤمنون؛ كما قال عز وجل: ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّآ أَرۡسَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ تَؤُزُّهُمۡ أَزّٗا﴾ [مريم: 83]، فالكفار أولياؤهم الشياطين ﴿إِنَّا جَعَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ﴾، السبب أنهم لا يؤمنون، فلما كانوا لا يؤمنون بالله، سلط الله عليهم الشيطان، وجعله وليهم؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد