وفي حديثٍ آخر رواه أبو
داود، قال: «وَمَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ،
وَمَنَعَ لِلَّهِ؛ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِْيمَانَ» ([1]).
****
من يحبه الله من رسله، وأنبيائه، وعباده الصالحين، فهو يحبهم؛ لأن الله
يحبهم، لا لطمع دنيوي، ولا لغرض نفسي، ولا لهوى، وإنما يحبهم؛ لأن الله يحبهم،
كذلك البغض؛ لا يبغض بحسب هواه، أو رغبته، وإنما يبغض من يبغضه الله عز وجل، والله
يبغض الكفار والمنافقين، ويبغض أهل المعاصي والسيئات، فهو يبغضهم، يعاديهم، فيوالي
من يوالي الله، ويعادي من عادى الله سبحانه وتعالى: ﴿لَا
تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ﴾ [الممتحنة: 1]، ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ
وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ﴾ [المائدة: 55]، فهم
يوالون هؤلاء، ويعادون الكفار والمنافقين والمخالفين؛ لأنهم أعداء لله، فهم
يعادونهم؛ لأن الله عدو لهم. قال سبحانه وتعالى: ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ
عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 98]، فلا يمكن أن تحب الكفار، والله يبغضهم،
وقد عاداهم.
من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان، ومن نقص شيئًا من ذلك، نقص إيمانه، فإذا كان على هذا الميزان يحب من يحبه الله، ويبغض من يبغضه الله، ويعطي من يحب الله أن يعطى، ويبغض من يبغض الله، ويمنع من يحب الله أن يمنع، فهو يعطي ويبذل المال في طاعة الله، لا يبذله لأعداء الله عز وجل ومن يبغضهم الله، فهذا استكمل الإيمان، وإذا نقص شيء من ذلك، نقص إيمانه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد