وقال
تعالى عن الخليل عليه السلام: ﴿يَٰٓأَبَتِ إِنِّيٓ أَخَافُ
أَن يَمَسَّكَ عَذَابٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيۡطَٰنِ وَلِيّٗا﴾ [مريم: 45]،
****
فقالوا: إن الذي ذبحه الله - وهو
الميتة - أولى من المذكاة التي ذبحتموها ﴿وَإِنَّ
ٱلشَّيَٰطِينَ﴾؛ أي: شياطين الإنس، ﴿لَيُوحُونَ
إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ﴾ بهذه الحجة الباطلة، ﴿لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ﴾؛ ليجادلوكم أيها
المؤمنون، ﴿وَإِنۡ
أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ﴾ إن أطعتموهم في
استباحة ما حرم الله، إنكم لمشركون بالله؛ لأن التحليل والتحريم حق لله عز وجل، هو
الذي يحلل ويحرم، وليس لأحد أن يحلل ويحرم من دون الله، هذا شرك في الطاعة -
والعياذ بالله -، ﴿وَإِنۡ
أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ﴾، وشرك الطاعة نوع
من أنواع الشرك، والشاهد من الآية: ﴿لَيُوحُونَ
إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ﴾، فدلَّ على أن من استحل ما حرم الله، وحرم ما أحل الله،
فإنه من أولياء الشيطان، وأما من أحل ما أحله الله، وحرم ما حرمه الله، فإنه من
أولياء الله.
إبراهيم عليه السلام لما نوَّر الله قلبه بالإيمان والتوحيد من بين قومه الذين يعبدون الكواكب، ويتخذونها آلهة من دون الله، ويصنعون لها التماثيل على صور الكواكب، ويعبدونها من دون الله، أرسل الله إليهم خليله إبراهيم عليه السلام يدعوهم إلى الله عز وجل، وينكر عليهم عبادة الكواكب والتماثيل، وبدأ بأبيه، وهذا دليل على أن الذي يدعو إلى الله أول ما يبدأ بأقاربه، ﴿وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ﴾ [الشعراء: 214]، أما أن تذهب للناس، وأهل بيتك وأقرباؤك على الضلال، تسافر وتبعد تدعو الناس إلى الله، وتترك أهلك، وتترك عشيرتك، وتترك أهل بلدك فهذا خلاف
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد