سنة الأنبياء عليهم السلام؛ ﴿أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [البقرة: 44]، فإبراهيم عليه السلام بدأ بأبيه، ﴿وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِبۡرَٰهِيمَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّيقٗا نَّبِيًّا﴾ [مريم: 41]، كان صِدِّيقا، الصِّدِّيق هو المبالغ في الصِّدق، ولا أحد أصدق من إبراهيم عليه السلام: ﴿إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ يَٰٓأَبَتِ﴾، انظر: يخاطبه بقوله: ﴿يَٰٓأَبَتِ﴾؛ من باب الاستعطاف، ﴿يَٰٓأَبَتِ لِمَ تَعۡبُدُ مَا لَا يَسۡمَعُ وَلَا يُبۡصِرُ وَلَا يُغۡنِي عَنكَ شَيۡٔٗا﴾ [مريم: 42]، هذا من باب المخاطبة بالعقل، هذا التمثال الذي تصنعه أنت -لأن والد إبراهيم عليه السلام كان يصنع التماثيل-، والتمثال لا يسمع، ولا يبصر، ولا يغني عنك شيئا، لماذا تعبده؟ يخاطبه بالعقل: ﴿لِمَ تَعۡبُدُ مَا لَا يَسۡمَعُ وَلَا يُبۡصِرُ وَلَا يُغۡنِي عَنكَ شَيۡٔٗا﴾، فدلَّ على أن الله عز وجل موصوف بالسمع والبصر؛ لأن الله لو لم يكن يسمع ويبصر، لقال والد إبراهيم: وأنت أيضًا تعبد من لا يسمع ولا يبصر. فهذا فيه إثبات السمع والبصر لله عز وجل: ﴿لِمَ تَعۡبُدُ مَا لَا يَسۡمَعُ وَلَا يُبۡصِرُ وَلَا يُغۡنِي عَنكَ شَيۡٔٗا﴾؛ ما يدفع عنك إذا نزل بك مرض، أو نزل بك شدة أو ضيق، هذا حجر ما ينفعك في شيء، ﴿إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ يَٰٓأَبَتِ لِمَ تَعۡبُدُ مَا لَا يَسۡمَعُ وَلَا يُبۡصِرُ وَلَا يُغۡنِي عَنكَ شَيۡٔٗا ٤٢ يَٰٓأَبَتِ إِنِّي قَدۡ جَآءَنِي مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَمۡ يَأۡتِكَ فَٱتَّبِعۡنِيٓ أَهۡدِكَ صِرَٰطٗا سَوِيّٗا ٤٣﴾ [مريم: 42- 43]، بيَّن له أنه يدعوه عن علم، وليس عن عاطفة، ولكن عن علم، فيدل هذا على أن الداعية إلى الله يجب أن يكون على علم، لا يدعُ، وهو جاهل: ﴿يَٰٓأَبَتِ إِنِّي قَدۡ جَآءَنِي مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَمۡ يَأۡتِكَ فَٱتَّبِعۡنِيٓ أَهۡدِكَ صِرَٰطٗا سَوِيّٗا ٤٣يَٰٓأَبَتِ لَا تَعۡبُدِ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ عَصِيّٗا ٤٤﴾ [مريم: 43- 44]؛ لأن عبادته للتماثيل
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد