هذا
الذي ذكرته من أن أولياء الله يجب عليهم الاعتصام بالكتاب والسنة وأنه ليس فيهم
معصوم يسوغ له أو لغيره اتباع ما يقع في قلبه من غير اعتبار بالكتاب والسنة هو مما
اتفق عليه أولياء الله عز وجل ؛ من خالف في هذا فليس من أولياء الله سبحانه وتعالى
الذين آمنوا بالله باتباعهم؛ بل إما أن يكون كافرًا، وإما أن يكون مفرطًا في
الجهل.
****
أولياء الله هم المتقون: ﴿أَلَآ إِنَّ
أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62- 63]، هؤلاء هم
أولياء الله، وهم الذين يمتثلون أوامره، ويجتنبون نواهيه، ولا يتبعون أذواقهم
ومواجيدهم، وما اصطلحوا عليه من مصطلحات الصوفية وغيرهم، ليس هؤلاء هم أولياء
الله، ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 63] هذا هو الضابط، فالولي: هو المطيع لله عز
وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولو خالف ذلك هواه، هذا هو الضابط في ولي الله،
ليس الضابط في ولي الله ما تقوله المبتدعة والصوفية: إنه هو الذي يفعل كذا وكذا،
الذي على يده كرامة خوارق، الذي يجري عليه كذا وكذا، كل هذا ليس من ولاية الله عز
وجل.
من خالف هذا الأصل - وهو طاعة الله ورسوله - فإنه ليس من أولياء الله، بل
هو من أولياء الشيطان، والكتاب هو الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
إما أن يكون كافرًا، إذا كان متعمدًا للمخالفة، متبعًا لهواه مع العلم، فهذا كافر، وإما أن يكون جاهلاً، ما تعمد المخالفة بسبب
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد