×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وقال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ فَقَٰتِلُوٓاْ أَوۡلِيَآءَ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا [النساء: 76] .

****

 يَتَوَكَّلُونَ، هؤلاء يخرجون من ولاية الشيطان إلى ولاية الرحمن سبحانه وتعالى: ﴿لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ؛ أي: سلطة ﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ ١٠٠ حصر سلطان الشيطان على مَن؟ ﴿إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ الشيطان يستولي عليهم، ويستحوذ عليهم، ويصبحون حزبًا له - حزبًا للشيطان -؛ بسبب أنهم أطاعوه، تولوه، وأحبوه وأطاعوه، فصار هو وليهم، وصاروا حزبه، فهذه الآيات فيها الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وأن أولياء الرحمن يتولون الله عز وجل: ﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ، هذه صفات أولياء الرحمن، وهذه صفات أولياء الشيطان، الذين يتولون الشيطان يكون للشيطان سلطان عليهم، حجة عليهم، وقوة عليهم.

قال عز وجل: ﴿وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا [النساء: 75]، ثم قال عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ، هم يتقاتلون، الكفار يقاتلون، ويقدمون أنفسهم وأموالهم، ويقدمون على الخطر وعلى الموت نصرة لماذا؟ نصرة للشيطان - والعياذ بالله -، هذا العجيب! انظر إنهم يستميتون


الشرح