×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وأفضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم القرن الأول، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، من غير وجه أنه قال: «خَيْرُ القُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» ([1]) وهذا ثابت في الصحيحين من غير وجه .

وفي الصحيحين أيضًا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([2]).

****

أفضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم القرن الأول، وهم الصحابة الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحبوه، وتعلموا منه، وجاهدوا معه، ثم من بعدهم القرن الثاني، وهو جيل التابعين، الذين تتلمذوا على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم من بعدهم الجيل الثالث، وهم أتباع التابعين، الذين تعلموا على التابعين، هذه خير القرون، «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»؛ شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم للقرون المفضلة من هذه الأمة.

وهذا الحديث فيه فضل الصحابة، والنهي عن تنقصهم، وسبهم، «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي»، وهذا فيه تشريف لهم؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم سماهم أصحابه ونهى عن سبهم، وبيَّن صلى الله عليه وسلم ما لهم من الفضل، فقال: «لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا»؛ أنفقه في سبيل الله، «مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ»، وهو ربع الصاع الذي يتصدق به الصحابي، ما بلغ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2652)، ومسلم رقم (2533).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3673)، ومسلم رقم (2541).