×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ [الممتحنة: 1] الآيات إلى قوله: ﴿رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [الممتحنة: 5].

****

 هذه الآيات في مطلع سورة الممتحنة، صدَّرها الله بقوله - مخاطبًا المؤمنين -: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ، إلى قوله عز وجل: ﴿إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ في دعاء إبراهيم عليه السلام وقومه، وهذه السورة نزلت بسبب، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يغزو المشركين في مكة؛ لأنهم خانوا العهد الذي بينهم وبينه، نقضوا صلح الحديبية، فالرسول صلى الله عليه وسلم عزم على غزوهم، لكنه أخفى ذلك، وأسره، ولم يبين وجهته لأصحابه؛ لأن هذا من أسرار الحرب، التي لا تظهر للناس، فتوجه إلى مكة في رمضان، وكان من جملة الصحابة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه؛ من سادات الصحابة وممن شهدوا بدرًا، لكنه اجتهد، فأخطأ، فكتب إلى المشركين كتابًا سريًّا يخبرهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم أراد غزوهم، وأرسل الكتاب مع امرأة خفية، فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم بالأمر، فأرسل الزبير والمقداد وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم في أثر المرأة، وقال: «انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً، وَمَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا». قَال: فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَة، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، قُلْنَا لَهَا: أَخْرِجِي الكِتَابَ، قَالَتْ: مَا مَعِي كِتَاب، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الكِتَابَ


الشرح