فصل
وإذا
كان العبد لا يكون وليًّا لله إلاَّ إذا كان مؤمنًا تقيًّا، لقوله تعالى: ﴿أَلَآ
إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62- 63].
وفي
صحيح البخاري الحديث المشهور - وقد تقدم - يقول الله تبارك وتعالى فيه: «وَلاَ
يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ» ([1]) ولا يكون مؤمنًا
تقيًّا حتى يتقرب إلى الله بالفرائض، فيكون من الأبرار أهل اليمين، ثم بعد ذلك لا
يزال يتقرب بالنوافل حتى يكون من السابقين المقربين،
****
سبق لنا أن المؤمنين درجات منهم
السابقون المقربون، وهم الذين يتقربون إلى الله بالفرائض والنوافل، وينالون محبة
الله ونصرته وتـأييده، هؤلاء هم المقربون، ومنهم المقتصدون الأبرار الذين فعلوا
الواجبات وتركوا المحرمات، فهؤلاء مقتصدون، وهم الأبرار وأصحاب اليمين، يتفاوتون.
فالسابقون المقربون عندهم زيادة النوافل بعد الفرائض، أما المقتصدون، فعندهم الفرائض فقط، وهي خير كثير، الفرائض خير كثير.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد