فمعلوم
أن أحدًا من الكفار والمنافقين لا يكون وليًّا لله . وكذلك من لا يصح إيمانه
وعباداته، وإن قُدِّر أنه لا إثم عليه مثل أطفال الكفار ومن لم تبلغه الدعوة - وإن قيل: إنهم لا يعذبون حتى يرسَل إليهم
رسول - فلا يكونون من أولياء الله إلا إذا كانوا من المؤمنين المتقين،
****
لأن قوله عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 63] يخرج الكفار.
هذا الصنف الثالث الذي لا له، ولا عليه، وهو الطفل الصغير الذي لم يميز؛
لأنه غير مكلَّف، ليس لأنه عنده ناقض من النواقض التي تطلبها، بل لأنه غير مكلف،
ليس عنده شرط الصحة. «أطفال الكفار ومن لم
تبلغه الدعوة» أصحاب الفترة.
يعني: اختلفوا في أصحاب الفترة، وأطفال المشركين، ومن لم تبلغه الدعوة، فمنهم من توقف، ووكل أمرهم إلى الله، ومنهم من قال: يرسِل إليهم رسولاً يوم القيامة، يدعوهم إلى الله، فمن آمن، دخل الجنة، ومن أبى، دخل النار؛ لأن الله عز وجل قال: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا﴾ [الإسراء: 15]، وقيل: إنهم هم المعنيون بقوله عز وجل: ﴿وَبَيۡنَهُمَا حِجَابٞۚ﴾ [الأعراف: 46]؛ يعني: بين الجنة والنار، ﴿وَعَلَى ٱلۡأَعۡرَافِ﴾ [الأعراف: 46]، هؤلاء هم أصحاب الفترة. ولكن لا يعذبون، وهم ليسوا من أولياء الله، لكنهم ليسوا كفارا؛ فلا يعذبون؛ لأنهم معذورون.
الصفحة 2 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد