فَصْلٌ: في صفات المنافقين وأمور الجاهلية
****
ومن
الناس من يكون فيه إيمانٌ وفيه شعبةٌ من نفاقٍ .
****
انتهى رحمه الله من بيان أولياء
الله وأولياء الشيطان، وبيان علاماتهم التي يعرفون بها، وأن الأمر ليس بالدعاوى،
وإنما الأمر بالحقيقة، بين أولياء الله الخلص، وأعداء الله، وأولياء الشيطان
الخُلَّص، ثم ذكر الصنف الثالث: وهو من يكون وليًّا لله من جهة، ووليا
للشيطان من جهة، وهو المؤمن العاصي، الذي لم تصل معصيته إلى الكفر والشرك، بل هي
كبيرة من كبائر الذنوب، دون الكفر والشرك، فهذا ليس وليًّا لله خالصًا، ولا وليًّا
للشيطان خالصًا، وإنما هو بين بين، بين ذلك، فيكون وليًّا لله بقدر ما فيه من
الإيمان وطاعة الله ورسوله، ويكون وليًّا للشيطان بقدر ما فيه من معصية الله
ورسوله.
«ومن الناس من يكون فيه إيمان وفيه شعبةٌ من نفاقٍ»، المقصود بالشعبة من النفاق العملي الذي قد يكون في بعض المؤمنين، والذي خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه، فقال: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، فَقَالَ: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلاَتَهُ؛ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ» ([1]) هذا نفاق عملي، نفاق أصغر، أما النفاق الأكبر، فهو من الصنف الأول، الذي فيه نفاق أكبر هذا من أولياء الشيطان، من الصنف الثاني، وهم أولياء الشيطان.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد