×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فالأبرار أصحاب اليمين هم المتقربون إليه بالفرائض، يفعلون ما أوجب عليهم، ويتركون ما حرم الله عليهم، ولا يكلفون أنفسهم بالمندوبات، ولا الكف عن فضول المباحات .

وأما السابقون المقربون فتقربوا إليه بالنوافل بعد الفرائض، ففعلوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات،

****

 هؤلاء المقتصدون، وهم الأبرار وأصحاب اليمين، اقتصروا على فعل الفرائض وترك المحرمات، وقد يتركون النوافل، أو يفعلون شيئًا من الأمور المكروهة، أو يعطون أنفسهم شيئًا مما تشتهي من المباحات، فهؤلاء، لما أعطوا أنفسهم شيئًا مما يريحها، فإن الله عز وجل يعطيهم يوم القيامة مثل أعمالهم، فلما مزجوا أعمالهم، مزج الله لهم الشراب يوم القيامة؛ الجزاء من جنس العمل.

«فضول المباحات»: الزائد، يعطون أنفسهم ما تشتهي من المباحات، فهم جعلوا شيئًا لأنفسهم من حياتهم، هذا مباح لا بأس به، لكنه ينقص ثوابهم عند الله؛ فلا يكونون مع السابقين المقربين.

هذه ميزتهم. فجعلوا عملهم كله لله عز وجل، ولم يجعلوا شيئًا لأنفسهم؛ مثل ما فعله الأبرار والمقتصدون، كانت حياتهم كلها لله؛ آثروا ثواب الله ورضاه عنهم، آثروه على شهوات أنفسهم - وإن كانت مباحة -، تركوها لأجل الله - وإن كانت مباحة -؛ فنالوا المرتبة العليا، مرتبة السابقين المقربين.


الشرح