فلما
تقربوا إليه بجميع ما يقدرون عليه من محبوباتهم أحبهم الرب حبًّا تامًّا، كما قال
تعالى: «وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى
أُحِبَّهُ» ([1])، يعني: الحب
المطلق،كقوله تعالى: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ
٦صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ
٧﴾ [الفاتحة: 6، 7]، أي: أنعم عليهم الإنعام المطلق
التام المذكور في قوله تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ
فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ
وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ
رَفِيقٗا﴾ [النساء: 69].
****
«الحب المطلق»: الحب التام، يحبهم الحب التام، الله يحب الأبرار، ويحب
الظالمين لأنفسهم بقدر ما معهم من الإيمان، أما الحب التام، فهو للسابقين
المقربين، والأبرار دونهم في ذلك، والظالمون لأنفسهم دون الأبرار؛ طبقات.
فالسابقون المقربون أنعم الله عليهم الإنعام التام، الذي ليس فيه نقص، وأما
من دونهم، فالله أنعم عليهم أيضًا مطلق الإنعام، لكن الإنعام المطلق، لا.
هناك فرق بين الإنعام المطلق، ومطلق الإنعام: مطلق الإنعام يكون فيه نقص، أما الإنعام المطلق، فلا نقص فيه؛ الجزاء من جنس العمل، وإلا فالأبرار المقتصدون الله أنعم عليهم بنعمة عظيمة، كذلك الظالمون لأنفسهم، الله أنعم عليهم بقدر ما معهم من الإيمان والهداية، لكنه إنعام دون إنعام الأبرار، وإنعام الأبرار دون إنعام المقربين.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6502).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد