×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

بل يجدون في جميع أصناف أمة محمد صلى الله عليه وسلم، إذا لم يكونوا من أهل البدع الظاهرة والفجور، فيوجدون في أهل القرآن وأهل العلم، ويوجدون في أهل الجهاد والسيف،

****

وأيضًا الأولياء، أولياء الله لا يكونون في فريق خاص من الناس، يكونون في العلماء، ويكونون في العوام، ويكونون في التجار، ويكونون في المزارعين، ما يتميزون، فلا يقال: إن أولياء الله يقتصرون على عمل معين. لا، يندمجون مع الناس، يطلبون الرزق مثل الناس، يكونون مزارعين، يكونون مجاهدين في سبيل الله، يكونون علماء، يكونون عوامَّ من عوامِّ أهل التوحيد، يكونون تجارا، ليس معنى الولي أن يترك التجارة، ويعطيه الناس، ويترقبون إليه بالأموال. لا، هو يشتغل، داود عليه السلام نبي الله، وملك أيضًا، عنده من الأموال الشيء الكثير، إنما يأكل من عمل يده صلى الله عليه وسلم، يصنع الدروع، ويبيع، ويأكل من عمل يده، ما يأخذ من بيت المال المتوفر عنده، ما يأخذ منه شيئًا، هذا ولي الله. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» ([1]) مع أنه ملك ونبي.

يكونون مع المجاهدين.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2072).