ويوجدون في التجار
والصنَّاع والزرَّاع.
وقد
ذكر الله أصناف أمة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ
رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ
وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ
وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا
تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ
يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ
يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ﴾ [المزمل: 20].
وكان
السلف يسمون أهل الدين والعلم: «القراء»،
****
الله ذكر في هذه الآية أن من
أولياء الله من هم يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله، يسافرون للتجارة، ولا
يتركون قيام الليل، بل يقومون الليل، ويقرؤون ما تيسر من القرآن، ومنهم من يجاهد
في سبيل الله، يجاهد الكفار لإعلاء كلمة الله، ولا يترك العبادة وقيام الليل، فهذا
فيه أن أولياء الله لا يختصون بطائفة معينة، يكونون مع المجاهدين، يكونون مع
التجار الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله، يكونون من العلماء، من
القرَّاء.
القُرَّاء في عرف السلف: هم العلماء، ليس مجرد الذين يقرؤون القرآن فقط، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «كُنَّا إِذَا تَعَلَّمْنَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، لَمْ نَتَعَلَّمْ مِنَ الْعَشْرِ الَّتي نَزَلَتْ بَعْدَهَا حَتَّى نَعْلَمَ مَا فِيها. قِيلَ لِشَرِيكٍ: مِنَ الْعَمَلِ؟، قَالَ: نَعَمْ» ([1]) هؤلاء القراء بالمعنى الصحيح، أما الذي يقرأ القرآن فقط، ويجيد القراءات،
([1]) أخرجه: الحاكم رقم (2047)، والبيهقي رقم (5289).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد