فيدخل فيهم
العلماء والنساك، ثم حدث بعد ذلك اسم «الصوفية والفقراء».
****
ويعرف القراءات السبع أو العشر،
لكنه لا يعمل بالقرآن، هذا ليس من أولياء الله وأهل القرآن هم الذين يتلونه حق
تلاوته، يعملون به، ويتفكرون في معانيه، ويتدبرونه.
القراء يدخل فيهم العلماء الذين جمعوا بين القراءة والعلم، ويدخل فيهم النسَّاك؛
يعني: العبَّاد، وإن لم يقرؤوا القرآن، فمن آمن بالله، وآمن بالرسل، وآمن بالقرآن،
فهو من أهل القرآن، ولو لم يكن حافظًا له، ومن كان يحفظ القرآن، ولكنه لا يعمل به،
فهو ليس من أهل القرآن.
درج السلف الصالح في القرون المفضلة، ولم يحدث التصوف، إنما حدث التصوف متأخرًا، والتصوف في الأصل: الاجتهاد في العبادة والزهد في الدنيا؛ ولذا يسمون النساك، الذين تفرغوا في العبادة وقراءة القرآن، ولم يدخل فيهم بدع ولا شرك، وإنما شقوا على أنفسهم في العبادة، فهؤلاء سلكوا شاقا، لم يؤمروا به، فهو من جنس رهبانية النصارى، الله لم يأمرنا بالرهبانية والتشدد في العبادة، لكن هؤلاء اجتهدوا، فأخذوا هذا المنحة، وكانوا في أولهم عبادًا متقشفين، ومتزهدين، وإن لم يكن هذا مرغبًا فيه، لكنه لا ينقص أهله، ثم تطور التصوف - وهكذا البدع تتطور -، تطور التصوف إلى أن خرجوا من الدين، وصاروا ملاحدة: أهل وحدة الوجود، وعبادة القبور... إلى آخره، فتطور التصوف في الأخير، ثم الشيخ بيَّن سبب تسميتهم بالصوفية، ذكر الأقوال في ذلك، ورجح أن الصوفية نسبة إلى الصوف؛
الصفحة 3 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد