وكذلك الامتناع عن
أكل الخبز واللحم وشرب الماء، فذلك من البدع المذمومة أيضًا،
****
يصمت، ولا يتكلم لا بخير ولا بشر،
ولا بمباح، هذا ليس عبادة، السكوت ليس عبادة، إلاَّ عن الشر، السكوت عن الشر هو
العبادة. فمن زعم أن الصمت الدائم، وأن الإنسان ما يتكلم، ويقول: لأن الرسول صلى
الله عليه وسلم قال: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ
لِسَانَكَ هَذَا»، هذا فهم خاطئ، وهذا بدعة، الله أمرنا بذكر الله، وأمرنا
بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأمرنا بالدعوة إلى الله، أمرنا أن نتكلم، لكن
بالخير.
الصمت الدائم هذا من البدع، الذي يعتقد أنه عبادة، ويقول: أنا أسلم من غوائل اللسان. ولا يحرك لسانه بذكر ولا بشيء، هذا بدعة، كذلك هذا مثل الذي يترك المباح الطيب، ويقول: هذا عبادة، يترك أكل اللحم، يترك أكل الفواكه، يترك اللباس الطيب الحسن، ويقول: هذا عبادة، لا، المباحات الله أباحها: ﴿قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ﴾ [الأعراف: 32]، فالذي يترك المباحات، ويقول: هذه عبادة. هذا بدعة، ترك المباحات تعبدًا لله بدعة.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد