وقال
أبو عثمان النيسابوري : من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة، ومن أَمَّر
الهوى على نفسه قولا وفعلاً نطق بالبدعة؛ لأن الله تعالى يقول [في كلامه القديم]: ﴿وَإِن
تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ﴾ [النور: 54].
وقال
أبو عمر بن نجيد: كل وجد لا يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل . وكثير من الناس يغلط
في هذا الموضع، فيظن في شخص أنه وليٌّ لله، ويظن أن ولي الله يقبل منه كل ما يقوله،
****
والزهاد الذين يتخذهم الصوفية قادة
لهم، ويقول: علمنا مربوط بالكتاب والسنة، فمن لم يأخذ القرآن ويكتب الحديث، فليس
على طريقتنا.
وهذا أيضًا من أئمة الزهَّاد والعبَّاد الذين ينتسب إليهم الصوفية، يخالفهم
هو.
هذا النيسابوري يقول: «مَن أَمَّر
الكتاب والسنة»؛ أي: اتخذهما أميرًا يأتمر بهما، ويطيعهما؛ لأن الأمير يطاع،
ويسمع له، فمن أمَّر الكتاب والسنة على نفسه، نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى، نطق
بالبدعة. هذه حكمة عظيمة.
«كل وجد»؛ الوجد والذوق هذا
من اصطلاحات الصوفية، «لا يشهد له الكتاب
والسنة، فهو باطل»؛ مثل كلام الشيوخ الذين ذكرهم الشيخ قبله، اتفقت كلمتهم على
هذا.
هذا من أغلاطهم؛ أنهم يعتقدون أن ولي الله لا يناقش، وأنه يقبل منه كل قول، حتى إنهم يقولون: إن المريد -يعني الطالب- عند شيخه مثل الميت عند المغسل، يحركه كيف يشاء، ليس له اختيار،
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد