وإلا لا يكون على حق،
إلاَّ إذا قبل من الشيخ كل شيء، حتى إذا قال له: ادخل في النار، يدخل في النار، لو
أوقد نارًا، وقال له: ادخلها، لا يخالف الشيخ، يدخل في النار، هذا من أصول
الصوفية، وهذا باطل، هذا باطل، وهذا ليس وليًّا لله، هذا ولي الشيطان الذي يأمر
بغير أمر الله، وغير أمر رسوله، هذا ولي للشيطان، وليس وليًّا لله، فهم يستسلمون
لمشايخهم، أصابوا أو أخطؤوا، ولا يناقشونهم، وهذا غلط؛ كل يؤخذ من قوله ويرد إلاَّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم، مهما كبر الإنسان في العلم والعبادة، ما يؤخذ كلامه
على إطلاقه، حتى يعرض على الكتاب والسُّنة: ﴿فَإِن
تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ
تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ﴾ [النساء: 59].
هذا معنى الولاية عندهم؛ أن الولي لا يناقش، وأنه يقبل قوله على الإطلاق؛ لأنه معصوم عندهم، لا يخطئ، وهذا ليس إلاَّ للرسول صلى الله عليه وسلم، وأما غير الرسول - مهما بلغ من العبادة والعلم -، فإنه ليس معصومًا؛ عرضة للخطأ. وما الذي يميز الخطأ من الصواب؟ الكتاب والسُّنة. يعرض الأمر على الكتاب والسُّنة، فما وافق الكتاب والسُّنة، فهو حق، وما خالف الكتاب والسُّنة، فهو باطل، الله عز وجل يقول: ﴿فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ﴾ [يونس: 32]، وليس هناك حق إلاَّ ما دل عليه الكتاب والسُّنة، هذا هو الحق، وما عداه؛ فهو ضلال.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد