ويسلم
إليه كل ما يقوله، ويسلم إليه كل ما يفعله، وإن خالف الكتاب والسُنة، فيوافق ذلك
الشخص له، ويخالف ما بعث الله به رسوله، الذي فرض الله على جميع الخلق تصديقه فيما
أخبر وطاعته فيما أمر.
****
حتى لو قال له: ادخل في
النار؛ يدخل فلا ينازع، وإلا لا يكون مطيعًا للولي. ليس من شروط الولي أن يكون
معصومًا، وليس من شروط الولي أن يقبل كل ما يقوله، ليس هذا من شروط الولي، هذا
كذب؛ فالولي عبدٌ من عباد الله، والولي الصادق أتبع الناس لكتاب الله وسُنة رسوله،
ولا يرضى الولي الصادق أن يقدَّم قوله على قول الله ورسوله، لا يرضى بهذا، فإن
رضي؛ فليس وليًّا لله.
الله فرض على الخلق طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، قال عز وجل: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾ [النساء: 80]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ﴾ [النور: 54]، فضمن الهداية لمن أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ﴾ [القصص: 50]، قال عز وجل: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الحشر: 7]، هذا للرسول وحده فقط، وما عداه من العلماء والمشايخ والأولياء، فإنهم لا يطاعون إلاَّ فيما أطاعوا به الرسول صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد