وفي
الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَيُّ الأَْعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى
وَقْتِهَا» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «بِرُّ الْوَالِدَيْنِ» قُلْتُ: ثُمَّ
أَيٌّ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ» قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي ([1]).
****
هذا الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَْعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا»؛ لأن الله عز وجل قال: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النساء: 103]، ثم سأله بعد ذلك، فقال: «بِرُّ الْوَالِدَيْنِ»، بر الوالدين بعد الصلاة لوقتها في الفضيلة، قال: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ»، فدلَّ هذا على عظمة الصلاة، وعلى أنها تؤدى في وقتها الذي جعلها الله فيه، ودل على فضل بر الوالدين، ومكانته عند الله سبحانه وتعالى؛ لأن حقهما يأتي بعد حق الله سبحانه وتعالى، ثم الجهاد في سبيل الله، فبرُّ الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله، وهل بعد هذا آكد؟ والنبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يريد أن يجاهد في سبيل الله، قال له: «أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ» ([2]). فالذين يذهبون الآن ليجاهدوا بزعمهم، ويتركون والديهم، ولا يستأذنونهم، ويزعمون أن هذا أفضل من بر الوالدين هذا من الجهل - والعياذ بالله -؛ فبر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله. لو كان هذا جهادًا في سبيل الله، مع أنه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (527)، ومسلم رقم (85).
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد