×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أَيُّ الأَْعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ» قِيل: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ» ([1]).

وفي الصحيحين أن رجلاً قال له صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: «لاَ تَسْتَطِيعُهُ» أو «لاَ تُطِيقُهُ»، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي بِهِ قَالَ: «هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ المُجَاهِدُ أَنْ تَصُومَ وَلاَ تُفْطِرَ، وَتَقُومَ وَلاَ تَفْتُر» ([2]).

****

لا تنطبق عليه ضوابط الجهاد في سبيل الله، لكن لو فرضنا أنه جهاد في سبيل الله، وتنطبق عليه ضوابط الجهاد، فبر الوالدين مقدم عليه.

الأحاديث في فضائل الأعمال كثيرة، وتتفاوت، أحيانًا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا، وأحيانًا يذكر هذا؛ مما يدل على أن فضائل الأعمال كثيرة - والحمد لله -، وأن الله وسَّع الخير، فأفضل الأعمال إيمان بالله، ثم جهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، ثم الحج المبرور، الحج المبرور من الجهاد في سبيل الله، ليس كل الحج، لكن الحج المبرور، الذي تقبله الله من صاحبه، وأداه صاحبه على الوجه المشروع خالصًا لوجه الله؛ كما قال عز وجل: ﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ [البقرة: 196]، فيكون خالصًا لوجه الله، ويكون صوابًا على سنة رسول الله، ولا يخالطه معصية ولا إثم، هذا هو الحج المبرور.

هذا يدل على فضل الجهاد في سبيل الله، وأن الذي يجاهد


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (26)، ومسلم رقم (83).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2785)، ومسلم رقم (1878).