وفي
السنن عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصَّاه لما بعثه إلى
اليمن فقال: «يَا مُعَاذ: اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ
السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» ([1]).
****
في سبيل الله أفضل من الصائم الذي
لا يفطر، وأفضل من القائم الذي لا يفتر من القيام، فدلَّ على أن الجهاد هو أفضل
الأعمال؛ فلا يستهان بالجهاد في سبيل الله عز وجل، وغرض الشيخ من ذكر هذه الأعمال
بيان صفات أولياء الرحمن، أن أولياء الرحمن هم أهل هذه الأعمال الجليلة، وليست
الولاية للرحمن مجرد دعوى، أو شكليات، أو هالات حول الشخص، وإنما ولاية الله تقتضي
هذه الأعمال الصالحة، هؤلاء هم أولياء الله: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 63]، كل هذا داخل في قوله عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾.
لما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه لفضله وعلمه رضي الله عنه، أرسله داعيًّا إلى الله، ومعلمًا، وقاضيًّا إلى جهة اليمن، قال له هذه الوصية العظيمة، أوصاه بثلاث كلمات: «اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ»، لازم تقوى الله، بامتثال أوامره وترك نواهيه، أينما كنت، سواء كنت في اليمن، أو في الشام، أو في مصر، أو في البر، أو في البحر، أو في الجو، «اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ»، أو كنت مع الناس، أو خاليًّا ليس عندك أحد من الناس، لازم تقوى الله سبحانه وتعالى حيثما كنت، هذه هي التقوى الصحيحة، أما الذي يتقي الله في مكان دون مكان، أو مع الناس، ولكن إذا خلا، اختلف وضعه، فهذا لم يتق الله سبحانه وتعالى: «اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا
([1]) أخرجه: أحمد رقم (21988).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد