وقال: «وَمَنْ وَصَلَهَا
وَصَلَهُ الله، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللهُ» ([1])، ومثل هذا كثير .
وأولياء
الله تعالى على نوعين: مقربون، وأصحاب يمينٍ، كما تقدم.
وقد
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عمل القسمين في حديث الأولياء، فقال: «يَقُولُ اللهُ
تَعَالى: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ، وَمَا
تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا فَرَضْتُه عَلَيْهِ، وَلاَ
يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا
أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي
يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي
بِهَا» ([2]).
****
«مَنْ وَصَلَهَا»؛ يعني: الرحم، «وَصَلَهُ
الله»؛ جزاء على عمله، «وَصَلَهُ
الله»، أوصله إلى كل خير، «وَمَنْ
قَطَعَهَا»؛ أي: قطع رحمه، قطعه الله من الخير؛ جزاء من جنس العمل، هذا كله من
الشيخ رحمه الله استفاضة أن جزاء أهل الجنة يوم القيامة بحسب أعمالهم، فمنهم
السابقون المقربون، ومنهم المقتصدون، ومنهم الظالمون لأنفسهم، ومنهم الكفار
والمنافقون؛ كما تقدم في سورة الواقعة وسورة الإنسان.
هذا سبق أن الحديث رواه البخاري، وهو حديث قدسي: أن الله عز وجل قال: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ»،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5989)، ومسلم رقم (2555).
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد