فالله يثأر لأوليائه، فمن
آذاهم أو عاداهم، فإن الله يحاربه بالعقوبة العاجلة والآجلة، الظاهرة والخفية، ثم
قال: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي
بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا فَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ
إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ»، هذا عمل السابقين المقربين؛ أنهم
يتقربون إلى الله بالفرائض، وبالنوافل، وجزاؤهم أن الله يكون معهم؛ يسددهم،
ويثبتهم، ويوفقهم.
«حَتَّى أُحِبَّهُ»: يحبهم.
«فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ»، معناه: أن الله معهم يسددهم، ويوفقهم؛ فلا يمشون إلاَّ إلى الخير، ولا يمشون إلى مجالس الشر، ولا يأخذون ويعطون بأيديهم إلاَّ ما فيه الخير، ويستعملون أيديهم بالخير، ولا يسمعون إلاَّ ما يرضي الله عز وجل: من القرآن والذكر، والتسبيح والتهليل، لا يسمعون اللغو، واللهو، وقول الزور، والغيبة والنميمة، لا يسمعون بآذانهم إلاَّ ما يرضي الله؛ لأن الله وفقهم، وحفظ أسماعهم، كذلك لا يبصرون إلاَّ ما فيه رضا الله سبحانه وتعالى: من التفكر في ملكوت الله عز وجل، النظر إلى ما فيه صلاحهم وفلاحهم، نظر الاعتبار والتذكر، فالله يصونهم في جوارحهم، فيستعملونها في الخير بدلاً من أن يستعملوها في الشر؛ الجزاء من جنس العمل، لما تقربوا إلى الله بالفرائض والنوافل، أحبهم الله، وكان معهم سبحانه وتعالى.
الصفحة 2 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد