وقد
يقول بعض هؤلاء : إن أهل الصفة كانوا مستغنين عنه صلى الله عليه وسلم،ولم يرسل
إليهم . ومنهم من يقول: إن الله أوحى إلى أهل الصفة في الباطن ما أوحى إليه ليلة
المعراج، فصار أهل الصفة بمنزلته . وهؤلاء من فرط جهلهم لا يعلمون أن الإسراء كان
بمكة، كما قال تعالى: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ
بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي
بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ﴾ [الإسراء: 1]، وأن الصفة لم تكن إلاَّ بالمدينة .
****
بعض غلاة الصوفية يقولون:
أهل الصفة منَّا، وسيبيِّن الشيخ مَن هم أهل الصفة، حتى إن بعضهم يقول: إن الصوفية
مأخوذة من الصفة.
لأنهم عرفوا الله، فليسوا بحاجة للرسول، وهم يروون أنه لما جاء إليهم
الرسول مرة، قالوا: اذهب إلى من أرسلت إليهم.
لأنهم لا يحتاجون، عارفون وواصلون إلى الله.
بمنزلة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله يوحي إليهم؛ كما يوحي إلى الرسول
صلى الله عليه وسلم.
الصفة بالمدينة بعد الهجرة، وهم يقولون: إن هذا كان في مكة ليلة الإسراء، وليلة الإسراء في مكة: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ﴾، لم يقل: من المدينة قبل الهجرة، والصفة حقيقتها أنها دار في المسجد، جعلها النبي صلى الله عليه وسلم لفقراء المهاجرين الذين ليس لهم مأوى في المدينة، يجتمعون فيها، ويبيتون فيها، ويتعبدون، ويطلبون العلم، ويطعمون من الصدقات، يؤتى إليهم بالصدقات،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد