وهذا
لأن أولياء الله هم الذين آمنوا به ووالوه، فأحبوا ما يحب، وأبغضوا ما يبغض، ورضوا
بما يرضى، وسخطوا بما يسخط،وأمروا بما يأمر، ونهوا عما نهى،وأعطوا لمن يحب أن
يعطى، ومنعوا من يحب أن يمنع،
كما
في الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أَوْثَقُ عُرَى
الإِْيمَانِ: الْحُبُّ فِي الله، وَالْبُغْضُ فِي الله» ([1]) .
****
يرضون بما يرضي الله، ويسخطون عما
يسخط الله عز وجل، هذا معنى الولاية الحقيقية.
أمروا بما يأمر الله عز وجل، ونهوا عما ينهى، ولا يثبتون شيئًا من عند
أنفسهم؛ فيأمرون بشيء لم يأمر الله به، أو ينهون عن شيء لم ينه الله عنه؛ كالمبتدعة
الذين يأمرون بأشياء ما شرعها الله، أو ينهون عن أشياء قد شرعها الله لعباده،
هؤلاء مبتدعة قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).
أعطوا من يحب الله أنه يعطى؛ كالفقراء، والمساكين، والأيتام، وذوي القربى،
ومن أمر الله بإعطائهم، وأمسكوا عمن نهى الله عن إعطائهم؛ من أعداء الله ورسوله،
الذين يستعينون بما يعطون على عداوة الله ورسوله.
يعني: أقوى عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله، عرفنا فيما سبق أن محبة العبد لله من أعظم أنواع العبادة، وكذلك محبة
([1]) أخرجه أحمد رقم (18524)، والطيالسي رقم (783)، وابن أبي شيبة رقم (34338).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد