والجنة
درجات متفاضلة تفاضلاً عظيمًا، وأولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات بحسب
إيمانهم وتقواهم.
قال
تبارك وتعالى: ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعَاجِلَةَ
عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُۥ
جَهَنَّمَ يَصۡلَىٰهَا مَذۡمُومٗا مَّدۡحُورٗا ١٨وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ
وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا
١٩كُلّٗا نُّمِدُّ هَٰٓؤُلَآءِ وَهَٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ
عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا ٢٠ ٱنظُرۡ كَيۡفَ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ
وَلَلۡأٓخِرَةُ أَكۡبَرُ دَرَجَٰتٖ وَأَكۡبَرُ تَفۡضِيلٗا ٢١﴾ [الإسراء: 18-
21].
****
قال عز وجل: ﴿هُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ
ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ﴾ [آل عمران: 163]،
والجنة درجات، كل درجة يسكنها أهلها الذين استحقوها؛ فليسوا بمنزلة واحدة، كما أن
النار - والعياذ بالله - دركات بعضها تحت بعض، والمنافقون في الدرك الأسفل من
النار: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ
فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِيرًا﴾ [النساء: 145]،
الجنة درجات، لماذا صارت درجات؟ لأن أعمال أهلها متفاوتة، والله عز وجل لا يظلم
أحدًا، فينزل كل واحد بما يستحق من عمله، فهم يتفاوتون فيها بحسب أعمالهم.
﴿ٱنظُرۡ كَيۡفَ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ وَلَلۡأٓخِرَةُ أَكۡبَرُ دَرَجَٰتٖ وَأَكۡبَرُ تَفۡضِيلٗا﴾ [الإسراء: 21] الله فاوت بين العباد في الدنيا؛ في الأرزاق، والإمكانيات، والفقر، والغنى...، إلى آخره: ﴿كُلّٗا نُّمِدُّ هَٰٓؤُلَآءِ وَهَٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا﴾ [الإسراء: 20]، لا أحد يمنع عطاء الله سبحانه وتعالى، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، فهو يعطي الناس في الدنيا، ويفاوت بينهم، وإن كانوا كفارا، فإذا كان لا يريد إلاَّ الدنيا،
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد