×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فصل

وليس لأولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات،

****

 هذا مهمٌ جدًّا؛ لأن هؤلاء المخرفين يتخذون علامات، ويجعلون للأولياء علامات تميزهم في اللباس وفي المنزلة، ويصنعون حولهم هالة من التقديس والتعظيم، وأما أهل السنة وأهل الجماعة والمؤمنون، فليس لأولياء الله عندهم علامة، يختفون، أولياء الله قد لا يعرفون؛ لأن ولي الله على الحقيقة لا يحب أن يُعرف، ولا يلبس لباسًا خاصًّا، ولا يقول للناس: أنا ولي. أو يتميز بشيء يقول: أنا ولي. إذا فعل هذا، فهذا رياء ينقض ولايته، ويبطلها، فليس لهم لباس خاص، وليس لهم زي خاص - كما يفعله المخرفون -، بل قد لا يعرف، قال صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ أَشْعَثَ، مَدْفُوعٍ بِالأَْبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» ([1])، بل أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لو شفع لم يشفَّع ([2])، وإن خطب لم يزوَّج، وهو من أولياء الله المتقين، فهو لم يتميز، ولم يظهر عمله، هذا دليل على إخلاصه لله عز وجل، أما الذي يظهر نفسه، أو يظهرونه الناس، ويعمل له هيلمان، هذا ليس دليل على ولايته لله عز وجل، فليست الولاية بالعلامات، إنما الولاية بالإيمان بالله، والإيمان في القلب، والأعمال التي يعملها لا يقصد بها الرفعة والرياء والسمعة، وإنما يقصد بها وجه الله،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2622).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2887).