فلا
يتميزون بلباس دون لباس إذا كان كلاهما مباحًا، ولا بحلق شعر أو تقصيره أو ضفره
إذا كان مباحًا؛ كما قيل: كم من صديق في قباء، وكم من زنديق في عباء،
****
صفته التواضع، لا التكبر والعجب
بنفسه، هؤلاء هم أولياء الله، وهذه فائدة عظيمة تبين أنه ليس لأولياء الله علامات
يعرفون بها، بل ربما أنهم يخفون أنفسهم، ويتواضعون، ويعتبرون أنفسهم مقصرين في حق
الله سبحانه وتعالى، لا يعجبون بأعمالهم، ولا بمظاهرهم. ولهذا قال صلى الله عليه
وسلم: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ
مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ» ([1]) هؤلاء هم الأولياء.
بل هم يلبسون مثلما يلبس الناس، أو أقل مما يلبس الناس، ما يضعون عمائم،
وأكمام واسعة، ويقال: هؤلاء أولياء. لا، مثل الناس مندمجون بالناس، لا يعرفون، لكن
قلوبهم عند الله سبحانه وتعالى.
ولا بعلامة شعر إذا كان مباحًا، يصير له شعر خاص، أيضًا في جسمه، هو كسائر
الناس يعفي لحيته، ويعفي شاربه، ويعمل خصال الفطرة مثل الناس، ما يتميز بشيء. أو «ضفر الشعر»جعله ضفائر، بل هو مندمج مع
الناس تمامًا، ما يتميز بعلامة.
«كم من صديق»، الصديق: هو كثير الصدق، عظيم الصدق، «في قباء»يعني: لباس متواضع، ما يميزه عن غيره، «وكم من زنديق في عباء»؛ يعني: في لباس فخم، ومظهر جميل، لكنه زنديق، فليس الولاية بالمظاهر إنما الولاية تكون فيما بين العبد وبين ربه سبحانه وتعالى لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2703).
الصفحة 2 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد