×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وقد ثبت في الصحيح تعيين عمر بأنه محدَّث في هذه الأمة ([1])، فأي محدث ومخاطب فرض في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فعمر أفضل منه، ومع هذا فكان عمر رضي الله عنه يفعل ما هو الواجب عليه، فيعرض ما يقع له على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فتارة يوافقه فيكون ذلك من فضائل عمر .

****

لم يقفها غيره، حتى الصحابة عندها حصل عندهم شيء من التردد، إلاَّ أبا بكر رضي الله عنه، فإنه ثبت ثبات الجبال، وكانت العاقبة حميدة، فعرفوا أن أبا بكر على الصواب رضي الله عنه؛ فهو أفضل من عمر رضي الله عنه.

ليس هذا قاصرًا على عمر، فقد يوجد في بعض المؤمنين شيء من هذا، لكن عمر أفضل من جميع من وقع له شيء من هذه الأمور، ومع هذا وقعت له أخطاء، هذا غرض الشيخ رحمه الله؛ أن الولي مهما بلغ، فإنه ليس معصومًا.

هذا عمر مع ما أعطاه الله من المنزلة في العلم، وانكشاف الأمور له، ما كان يعتمد على ما يعرض له من التحديث أو من المكاشفة، ما كان يعتمد على هذا، بل كان يعرض هذا على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

نزل القرآن بموافق عمر في أمور ثلاثة:

الأمر الأول: في أسرى بدر، لما أسر المسلمون سبعين أسيرًا من صناديد المشركين، استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه: ماذا يفعل بهم؟ فبعضهم رأى أنه يأخذ الفداء ويطلقهم، ومن هؤلاء أبو بكر رضي الله عنه،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3689).