إذًا
كانت أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأمم، وأفضلها أصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم، وأفضلهم أبو بكر رضي الله عنه .
وقد
ظن طائفة غالطةً أن خاتم الأولياء أفضل الأولياء، قياسًا على خاتم الأنبياء،
****
الرسول صلى الله عليه وسلم، وهزم
المرتدين والمنافقين، وثبت الله الإسلام بأبي بكر رضي الله عنه، فهذه مواقف عظيمة،
مواقف الجبال الرواسي عند الشدائد، لم يقفها إلاَّ أبو بكر؛ لقوة إيمانه، وصدق
يقينه رضي الله عنه، وصبره على المحن والمصائب. حتى في الحديبية لما استشكل
الصحابة الصلح، حتى أن عمر ذهب إلى أبي بكر، قال له: «يَا أَبَا بَكْرٍ، أَوَلَيْسَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟
أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ؟ أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: فَعَلاَمَ نُعْطِي الذِّلَّةَ فِي دِينِنَا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا
عُمَرُ الْزَمْ غَرْزَهُ حَيْثُ كَانَ، فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ
اللَّهِ. قَالَ عُمَرُ: وَأَنَا أَشْهَدُ» ([1]) فهذا موقف أبي بكر
أيضًا من صلح الحديبية، لم يحصل عنده أي تردد أو أي إشكال؛ لقوة إيمانه أنه رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يمكن أن يقدم على شيء إلاَّ بأمر الله سبحانه
وتعالى، فلا اعتراض أبدًا، ولا استشكال.
فضائل بعضها فوق بعض، الله عز وجل يعطي فضله من يشاء ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا
بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ﴾ [البقرة: 253] الرسل بعضها أفضل من بعض، كيف بغيرهم؟!
لما بيَّن منهج أهل السنة والجماعة في الأولياء، انتقل إلى بيان منهج الصوفية - أهل الضلال - في الأولياء، فمنهم من يقول:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد