ولم
يتكلم أحد من المشايخ المتقدمين بخاتم الأولياء إلاَّ محمد بن علي الحكيم الترمذي،
فإنه صنف مصنفًا غلِط فيه في مواضع، ثم صار طائفة المتأخرين يزعم كل واحد منهم أنه
خاتم الأولياء،
****
خاتم الأولياء - وهو آخرهم - أفضل من بقية الأولياء، وإن كانوا أسبق منه،
وهذا ضلال، وأشد من هذا من قالوا: إن خاتم الأولياء أفضل من الرسل، هذا أشد في
الكفر والعياذ بالله.
يقولون: كما أن خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم أفضل ممن سبقه من الأنبياء
فكذلك خاتم الأولياء أفضل ممن سبقه من الأولياء.
خاتم الأولياء هذا مُحدَث، العباد والصوفية الأولون وأهل الزهادة والنسك ما
تكلموا بهذا، إنما تكلم بهذا المتأخرون من مشايخ الصوفية، فابتكروا قضية خاتم
الأولياء.
الحكيم الترمذي هذا عالم من العلماء، لكنه عنده تصوف، وعنده فلسفة أيضًا،
وله شطحات، وهو مؤلف «نوادر الأصول في
الحديث»، فهو صوفي وعالم، ولكنه داخله شيء من الفلسفة ومن التصوف، حتى صار
حوله كلام في فضله وفي مكانته. وهو الذي ابتكر هذه المسألة، فجعل للأولياء خاتمًا،
هو أفضلهم؛ كما جعل الله للأنبياء خاتمًا، هو أفضلهم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم.
لما وجدت هذه الوظيفة، كل واحد يدعيها، وهي أصلها باطلة، أصلها خرافة، لكن صار كل واحد يدعي أنه خاتم الأولياء، من أجل أن يحوز على هذا الفضل: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد