فمن احتج بما يصدر
عن أحدهم من خرق عادة على ولايتهم كان أضل من اليهود والنصارى.
****
الله عز وجل شرط في الولي أن يكون مؤمنًا تقيًّا؛ كما قال عز وجل: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ
لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ
يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62- 63]، هؤلاء هم أولياء الله، فمن لم يكن
مؤمنًا تقيًّا، فهو ليس من أولياء الله، بل هو من أولياء الشيطان، وإن ظهر على
يديه خوارق، فهي خوارق شيطانية، وليست كرامات. الله عز وجل قال: ﴿ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ
أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ﴾ [البقرة: 257]،
فأولياء الله هم المؤمنون المتقون، وأولياء الشيطان هم الكفار، والمشركون،
والمنافقون ﴿وَٱلَّذِينَ
كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ﴾ [البقرة: 257]، ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ
وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ
ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ٥٥ وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ٥٦﴾ [المائدة: 55- 56]،
القرآن واضح في بيان أولياء الله من أولياء الشيطان.
فإن مجرد خرق العادة لا يدل على الولاية، حتى يكون معه إيمان بالله وتقوى، فإن كان معه كفر ونفاق وشرك، فهو من أولياء الشيطان، وهذا الخارق خارق شيطاني، هو ليس من الكرامات، فإن هؤلاء قد يطيرون في الهواء، ويمشون على الماء، يدخلون النار، ولا تحرقهم، وليس هذا من صنيعهم، وإنما هو من صنيع الشياطين، يخبرون بأشياء بعيدة وغائبة، هم لم يطَّلعوا عليها، وإنما هي من اطلاع الشياطين ووحي الشياطين: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١ تَنَزَّلُ
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد