وكذلك المجنون؛
فإن كونه مجنونًا يناقض أن يصح منه الإيمان
والعبادات التي هي شرط في ولاية الله،
****
عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ
وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ٢٢٣﴾ [الشعراء: 221- 223]، الله وضح هذا تمام التوضيح، لكن
هؤلاء لا يعبؤون بالقرآن، وإنما يأخذون بأقوال شياطينهم وشيوخهم، فهذا هو الحق
عندهم، أما القرآن، فهذه ظواهر تصلح للعوام!!
فترك الإيمان والتقوى قد يكون بسبب من العبد، وهو العاقل الذي يدرك الأمور،
فيترك طاعة الله وطاعة رسوله، ويكون من أولياء الشيطان باختياره، وقد يكون ليس من
اختباره ترك الواجبات، أو وقع في شيء من المحرمات، ليس باختياره؛ لأنه مجنون ليس
عنده عقل، ولا يميز بين طيب وخبيث، وبين إيمان وكفر، ليس عنده عقل، فهذا لا يعد
كافرًا هذا الصنف المجنون والصغير لا يعد كافرا، وإن فعل ما فعل، وترك ما ترك، لا
يعد كافرا؛ لأنه ليس عنده عقل، والتكليف مناطه العقل.
فهو لا تصح منه العبادات التي هي شرط في ولاية الله: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ» ([1]) يعني: بعد الفرائض، «حَتَّى أُحِبَّهُ»، فالذي يتقرب إلى الله بالفرائض فقط هذا من الأبرار، والذي يتقرب إلى الله بالفرائض والنوافل، هذا من السابقين ومن المقربين.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6502).
الصفحة 2 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد