فالناس
متفاضلون في ولاية الله عز وجل بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى، وكذلك يتفاضلون
في عداوة الله بحسب تفاضلهم في الكفر والنفاق .
****
الناس متفاضلون في ولاية الله؛
يعني: في محبة الله، هم يحبون الله، والله يحبهم بقدر ما عندهم من الإيمان، فمنهم
من تكون ولايته تامة، ومنهم من تكون ولايته ناقصة، وكلهم أولياء لله سبحانه وتعالى،
هذا فيه رد على المرجئة، عرفنا هذا، لكن فيه ردٌّ على الخوارج الذين يكفِّرون
أصحاب الكبائر، ويخرجونهم من الإيمان، هذا مذهب باطل، فأهل الكبائر معهم إيمان،
لكن يكون إيمانهم ناقصًا، وهم تحت المشيئة: إن شاء الله غفر لهم، وإن شاء عذبهم
بقدر ذنوبهم، هذا اعتقاد أهل السنة والجماعة في أهل الكبائر، وهو وسط بين الخوارج
الذين يكفِّرونهم، وبين المرجئة الذين يقولون: إيمانهم كامل، ولا تضرهم المعاصي،
ولا يضر مع الإيمان معصية، يقولون كذا.
وكذلك الكفار ليسوا على درجة واحدة، أعداء الله ليسوا على درجة واحدة؛ بعضهم أخف من بعض في الكفر، وعداوته لله أخف: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّيسِينَ وَرُهۡبَانٗا وَأَنَّهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ﴾ [المائدة: 82]، فالكفار ليسوا على درجة واحدة في الكفر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد