وفي الصحيحين
أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً،
أَعْلاَهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ
الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ» ([1]).
****
ولو الكافر -، يجب الوفاء: ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ
إِذَا عَٰهَدتُّمۡ﴾ [النحل: 91]، فإذا عاهد أحدًا من الخلق - مؤمنًا أو
كافرًا -، فإنه يجب عليه الوفاء بعهده؛ فالغدر في العهود هذا من النفاق: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَوۡفُواْ بِٱلۡعُقُودِۚ﴾ [المائدة: 1]، ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ
إِذَا عَٰهَدتُّمۡ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَٰنَ بَعۡدَ تَوۡكِيدِهَا وَقَدۡ
جَعَلۡتُمُ ٱللَّهَ عَلَيۡكُمۡ كَفِيلًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ﴾ [النحل: 91]، فيكون
المؤمن عند عهده ووعده، وصدقه وأمانته؛ حتى يكون سالمًا من النفاق العملي.
الشاهد من الحديث: أن المؤمن قد يكون فيه خصلة من خصال النفاق، فيجتمع
إيمان ونفاق فيه.
فهذا دليل على أن الإيمان يتفاضل، وأن بعضه أكمل من بعض، وليس هو شيئًا واحدًا - كما يقوله المرجئة -، بل الإيمان يتفاضل، فقوله: «أَعْلاَهَا»، هذا دليل على أنه له أعلى، وله أدنى، «أَعْلاَهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، وأدنى خصال الإيمان إماطة الأذى عن طريق المسلمين، «وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ»؛ لأن الحياء يكف الإنسان عما لا يليق، الحياء المراد به: الحياء الذي يكفُّ الإنسان عما لا يليق، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ، إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد