فمَن
عادى أولياء الله فقد عاداه ومن عاداه فقد حاربه، فلهذا قال: «وَمَنْ عَادَى لِي
وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ» ([1]).
أفضل
أولياء الله هم أنبياؤه،
****
تحبونهم، وتناصرونهم، فدلَّ على أن
المودة هي الموالاة، أو هي أصل الموالاة، ثم تتبعها المناصرة، هذا تفسيرها.
﴿تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ
وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ يُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ
وَإِيَّاكُمۡ أَن تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ إِن كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ
جِهَٰدٗا فِي سَبِيلِي وَٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِيۚ تُسِرُّونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ
وَأَنَا۠ أَعۡلَمُ بِمَآ أَخۡفَيۡتُمۡ وَمَآ أَعۡلَنتُمۡۚ وَمَن يَفۡعَلۡهُ
مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ﴾؛ يعني: الكفار
تفسير لقوله: ﴿أَوۡلِيَآءَ﴾.
لماذا يعادي أولياء الله؟ إلاَّ لأن الله يحبهم، ولأنهم أطاعوا الله عز وجل،
فهو يبغضهم من أجل ذلك، فهو معادٍ لله عز وجل.
الأولياء درجات، أفضلهم الأنبياء عليهم السلام، فلا أحد يساوي الأنبياء في منزلتهم عند الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم صفوته من خلقه، اصطفاهم الله: ﴿ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٞ﴾ [الحج: 75]، فهو اصطفاهم عز وجل، واختارهم؛ فهم أقرب الخلق إلى الله، وأحب الخلق إلى الله الأنبياء، وفي هذا ردٌّ من يفضل الوليَّ على النبي، وهم الصوفية.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد