×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي أنه سئل: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَتْقَاهُمْ» . قِيلَ لَهُ: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، فَقَالَ: «يُوسُف نَبِيُّ اللهِ ابْنُ يَعْقُوبَ نَبِيِّ اللهِ ابْن إِسْحَاقَ نَبِيِّ اللهِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ » فَقِيلَ لَهُ: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، فَقَالَ: «عَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي؟ النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِْسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا» ([1]).

فدل الكتاب والسنة أن أكرم الناس عند الله أتقاهم .

وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَِسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ، وَلاَ لأَِبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ إلاَّ بِالتَّقْوَى، كُلُّكُمْ لآِدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ» ([2]).

****

كما في الآية ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ [الحجرات: 13]، لكن الذين يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريدون هذا، يريدون شيئًا آخر.

فهو نبي، ابن نبي، ابن نبي، ابن نبي.

يعني: تسألوني: أيُّ العرب أفضل، أيُّ قبائل العرب أفضل؟ قالوا: نعم.

إذا أسلموا، وفقهوا، فهم خيار الناس.

الأصل: أننا متساوون، كلنا بنو آدم، إنما التفاضل بالتقوى عند الله عز وجل، أما الأنساب، فإنها لا تقتضي ميزة على الناس.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3353)، ومسلم رقم (2378).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (23489).