وعنه أيضًا صلى
الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالى أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ
الْجَاهِلِيَّةِ، وَفَخْرَهَا بِالآْبَاءِ النَّاسُ رَجُلاَنِ: مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ،
وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ» ([1]).
فمن
كان في هذه الأصناف أتقى لله فهو أكرم عند الله، وإذا استويا في التقوى استويا في
الدرجة .
****
الفخر بالآباء إنما هو من أمور الجاهلية، المسلم لا يفتخر بنسبه، ولا يحتقر الناس. فالعربي والعجمي من جهة الأصل سواء، لكن قد يكون العجمي أفضل من العربي بالتقوى، وقد يكون العربي أفضل من العجمي بالتقوى. انظر إلى سلمان الفارسي وبلال الحبشي، وإلى صهيب الرومي، وإلى الموالي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، الذين منَّ الله عليهم بالإيمان والعلم، صاروا سادة المؤمنين، من السابقين الأولين ومن المهاجرين، بلال من المهاجرين، وسلمان كان بالمدينة لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم مملوكًا ليهودي، ثم اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم، وأعتقه، فلم يضرهما كون هذا فارسيًّا، وهذا حبشيًّا، ولم ينفع أبا جهل وأبا لهب أنهما قرشيان هاشميان، لم ينفعهم نسبهم، النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» ([2]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5116)، والترمذي رقم (3955)، وأحمد رقم (8736).
الصفحة 2 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد