الذين لا عقول لهم؟ ﴿وَمَن
يَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَٰهِۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ﴾؛ يعني: لا يرغب عن
ملة إبراهيم إلاَّ من سفه نفسه، يعني: يتصف بالسفه، وهو خفة العقل والإدراك؛ لأن
ملة إبراهيم هي الملة الحنيفية الكاملة، التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ﴿ثُمَّ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ
أَنِ ٱتَّبِعۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۖ﴾ [النحل: 123]، والرسول
صلى الله عليه وسلم قال: «فَمَنْ
رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» ([1]) فهو راغب عن سنة
الرسول وراغب عن سنة إبراهيم عليه السلام. ويقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ،
وَخَيْرُ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ
بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2]) كل جمعة يقول هذا
الكلام من باب التحذير للناس، والحث لهم على التمسك بكتاب الله، وسنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5063)، ومسلم رقم (1401).
الصفحة 2 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد