قال
ابن عباس: «مَا بَعَثَ الله نَبِيًّا إلاَّ أَخَذَ عَلَيْهِ الْمِيثَاقَ لَئِنْ
بُعِثَ مُحَمَّدٌ وَهُوَ حَيٌّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ وَلَيَنْصُرَنَّهُ، وَأَمَرَهُ
أَنْ يَأْخُذَ عَلَى أُمَّتِهِ الْمِيثَاقَ لَئِنْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ وَهُم
أَحْيَاءٌ لِيُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَيَنْصُرُنَّهُ» .
****
الله سبحانه وتعالى أوجب طاعة هذا الرسول على جميع الناس - عربهم وعجمهم -، رسالته عامة للثقلين - الجن والإنس -، وهذا مما خصه الله به، دون غيره من الأنبياء، فمن خصائصه صلى الله عليه وسلم أن الله جعل رسالته عامة، بينما رسالات الأنبياء من قبله خاصة بأقوامهم، والغرض من هذا الرد على الذين يزعمون أن هناك من تجب طاعته غير الرسول صلى الله عليه وسلم، كالذين يتخذون مشائخهم وطرائقهم موصلة إلى الله من دون الرسول صلى الله عليه وسلم؛ كغلاة الصوفية، فلا طريق إلى الله إلاَّ باتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢﴾ [آل عمران: 31- 32]، وكذلك من زعم أن اليهود والنصارى لا يلزمهم اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما يبقون على اتباع موسى وعيسى، وهناك من يقول هذا القول ممن ينتسبون إلى الإسلام، ويقولون: لا يتعين على الناس أن يتبعوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، بل من اتبع موسى عليه السلام، فهو على دين صحيح، ومن اتبع عيسى عليه السلام في وقتنا الحاضر، فهو على دين صحيح، كلهم يصلون إلى الله. والجواب عن هذا في القرآن هذه الآية: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ﴾ [آل عمران: 81]، يخاطب الرسل سبحانه وتعالى، ﴿ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ﴾؛ يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم ﴿مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد